خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الإخوة الأعداء

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. هزاع عبد العزيز المجالي

يخطئ من يظن أن ما يمر به الوطن العربي من تفكك ونزاع وتضارب في المصالح الوطنية، تمتد جذوره إلى فترة زمنية طويلة، فالتاريخ شاهد على ما أسهمت به الأمة العربية في الحضارة البشرية، ونضالها الوطني، ورفضها للخنوع إبان الحكم العثماني، وتقديمها التضحيات والشهداء، حين التفّ جميع الأحرار العرب خلف راية الثورة العربية الكبرى، بزعامة الشريف الحسين بن علي، للتخلص من هذا الحكم الجائر، الذي استمر ما يقارب الأربعمئة عام، ليقع العرب بعدها ضحية الغدر من المستعمر الإنجليزي والفرنسي، اللذين قسمانا إلى دولٍ ودويلات، حتى جُزئنا إلى اثنتين وعشرين دولة، كان للإنجليز والفرنسيين حصة الأسد فيها، ليتركوا بعد خروجهم حدودا سياسية مصطنعة، لم تراع فيه أبسط مقومات الحدود الطبيعية، بل وتعمدت أن تكون بين كل دولة ودولة مشاكل وصراعات ونزاعات إقليمية وحدودية، ما زال أغلبها قائما إلى يومنا هذا، على مبدأ سياسة (فرق تسد). فلا تكاد تخلو حدود دولة عربية عربية، من تنازع على السيادة الإقليمية، وكانت في كثير من الأحيان سببا لحروب وقطيعة، كما كانت أيضا سببا في تدخل القوى العسكرية الأجنبية، كما حصل في العراق وسوريا وغيرها من الدول العربية، والأهم من ذلك وذاك، زرعها للكيان الصهيوني في قلب الأمة العربية، في أرض فلسطين الحبيبة، ليبقى هذا الجرح ينزف دون توقف، وليكون سببا في بث الفرقة بين الأشقاء واستنزافا لمواردنا الاقتصادية الأغنى على مستوى العالم، فبدلا من أن تستغل تلك الموارد للتنمية والتقدم، أصبحت موجهة إلى شراء السلاح والتناحر، حتى أصبحت الدول العربية المستورد الأكبر والأهم للأسلحة على مستوى العالم.

المضحك المبكي، أننا أنشأنا جامعتنا العربية من أجل الوحدة والتضامن العربي، ونتحدث دائما في خطاباتنا ولقاءاتنا أننا متفقون على هذا الهدف.. وحتى لا أكون ظالما في الوصف، فاتفاقنا الوحيد كان وما زال على (أن لا نتفق)، فلم يشفع لنا أننا ننتمي إلى عرق ولغة وجغرافية واحدة، إلى أن تمادينا بخوفنا من بعضنا بعضا، وقسمنا أنفسنا شيعا وطوائف ومذاهب وأحزابا تتناحر وتتنافس على السلطة، انتماءاتنا وقراراتنا نأخذها من الخارج، نخضع ونخنع دون سؤال، نستهدف بعضنا بعضا، بأسنا بيننا شديد, وكأننا في حرب ثأر أشبه (بحرب البسوس)..

وكما يقال الشيء بالشيء يذكر، فلقد استوقفتني عبارة قالها جلالة الملك في لقائه مع نخبة من رجالات الدولة في قصر الحسينية: إننا في الأردن نتعرض للاستهداف بعد أي إنجاز سياسي، وإن كنت لا أقصد التعميم، فالاستهداف والتحريض والدسائس والتضييق والمؤامرات، أصبحت وسيلة يستخدمها البعض. ولقد أصبحت عبارة الفيلسوف الإيطالي (ميكيافلي) صاحب كتاب الأمير: «الغاية تبرر الوسيلة» منهجا سياسيا واقتصاديا لبعض الدول العربية. وفي النهاية فإن كان كثير من الشعوب، خاضت فيما بينها حروب إبادة، استمرت مئات السنين، راح ضحيتها عشرات الملايين، لكنهم رغم ذلك اتحدوا فيما بينهم، وألغت دولهم حواجزها وحدودها السياسية وقيودها الاقتصادية والاجتماعية ووحدت (عملتها)، وهي لا تملك أدنى الروابط التي بيننا، فإن أقل ما يمكن أن نوصف به أنفسنا بعد ذلك.. أننا (الإخوة الأعداء).

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF